لدى العامة أن الصراع السياسي الابدي كان قيد حياة الراحل “عبد اللطيف ميرداس” عن حزب الاتحاد الدستوري، وبين صديق الامس عدو السنوات الاخيرة قبل سابع مارس 2017 على رأس المجلس الجماعي وحزب العدالة والتنمية “محمد الحراري”.
ومن المعلوم أن شريحة عريضة من ساكنة المدينة، لا تفقه في السياسة الشيء الكثير، فهناك من يرى في الرئيس وأتباعه الملائكة الذين لا يخطؤون، وطائفة أخرى ترى العكس، وبين من صار له حقد متجدر على المرحوم النائب البرلماني وراكب حصان بن أحمد، وآخرون وجدوا ويجدون فيه شخصا لا بأس به.
*من الصداقة إلى العداوة
لا أحد ينكر أن زعيمي الحصان والمصباح في بن أحمد كانا (سمن على عسل) إبان فترة جلوس الاول على كرسي المجلس البلدي في الفترة الممتدة من (2003-2009)، الحقيقة التي كان يعرفها الكبير والصغير، كانت ترسم صورة تمثيلية في مشهد سياسي مليئ بالكذب والخذاع ضحيته شباب يعانون البطالة والفقر والتهميش.
تعتبر سنة 2009 فاصلة في علاقة الصديقين فمنذ ذاك الحين بدأت ملامح العداوة ترسم، وتحولت المشاكل الشخصية بين الاخوين العدوين الى مشاكل سياسية، وبدا المرحوم ميرداس عدو الغالبية قبل الانتخابات وحبيب عدد كبير منهم إبان الانتخابات، حتى إستغل البيجيديون هذه النقطة التي إلتفوا حولها فأصبح في الخطاب لا شيء غير ميرداس فعل وفعل، فلا أحد يختلف على فترة حكم ميرداس القاسية لكن لا أحد يمكنه إنكار صفقة (مأدونيات) سيارات الاجرة من الصنف الصغير التي جاء بها الرئيس الاسبق لمجلس بن احمد، مع الاشارة الى وجوه إستفادت..
على العموم مرت الايام والسنوات وطردت ساكنة إبن احمد الرئيس المقتول من منصبه، وأعطت مفاتيح الرئاسة لمحمد الحراري، والذي عرف تصفيقا كبيرا من الجميع، حالمين ببناء مدينة جديدة يتخللها الحلم الاكبر “الحي الصناعي” الذي ظل حبيس مخيلة شباب المنطقة.
وفي ذات السياق كانت جل خطابات الرئيس السابق والحالي تصب في منحى واحد (ميرداس، ميرداس، ميرداس…)، ألم تزح صناديق الاقتراع ميرداس من الكرسي وجلستك فوقه؟
*الولاية الاولى بمتغيرات لا بأس بها.
ينظر العديد من المواطنين لولاية الحراري الاولى على أنها نوعا ما كانت لا بأس بها بإصلاحات متفرقة وفي أحياء مختلفة كانت أغلبها لممثلي العدالة والتنمية، إلى جانب إعادة رسم شارع لالة أمينة بوسط المدينة الذي صار بحلة جديدة، مع تبليط بعض الازقة والشوارع.
*ولاية ثانية وقناع جديد.
مع إقتراب إنتخابات شتنبر 2015، صار منطق آخر لأبناء المبجل بنكيران بالمنطقة، وهو (إن لم تكن معي فأنت عدوي)، حيث صار كل من قال (اللهم إن هذا لمنكر) فهو مرتشي واليد اليمنى من كانوا يسمونه قيد حياته (اللص الكبير)، هذه الاسطر ليس دفاعا عن ميرداس ولا عن غيره، وإنما هي الحقيقة التي يعرفها الكل ولا أحد يقدر على قولها.
على العموم كسب الحراري ومن معه الرهان، وحصلواعلى مقاعد مريحة، وكانت نظرة البرلماني المقتول، نظرة بعيدة الامد، حيث كسب مقعدا في مجلس جهة الدار البيضاء_سطات، ولم تكتمل حينها فرحة المنتصرين محليا، ليظل شبح ميرداس يخييم فوقهم.
وفي فترة هذه الملحمة الانتخابية بإعتباره أول إنتخابات جماعية جهوية، وبعد أن قدم إستقالته من العدالة والتنمية ولم يقله أحد من الحزب كما إدعى آنذاك مسؤولون داخل بيت العدالة، أثار إسم (محمد صالح عليني) جدلا كبير في الوسط المزابي، وأصبح مجرما لا لشيء سوى وأنه ترشح في دائرة تعود الرئيس على الترشح فيها.
وبعدما توالت الاكاذيب بإنتمائه لحزب ميرداس أسكت الشاب منتقديه وانتمى للحصان بالعلالي وأمام مرأى ومسمع الجميع، وصارت معه المعاداة لكل قريب منه، وصار معها كل من انتقد شيئا فهو مسخر مأجور، ألم يقل الله عز وجل في أحد آيات القرآن الكريم والذي تتخذونه دستورا لكم كما يردد في شعاراتكم الرنانة، ألم يقل “إن بعض الضن إثم”.
هذا وتحولت الاتهامات إلى إعتداءات بين اللفظية والجسدية وقد كنت واحدا من المعتدى عليهم، لكنني في الان ذاته أحسست أني أدفع ثمن قول كلمة الحق في “التحكم” الحقيقي الذي أصبحنا نعيشه في مدينة الاربع كلمترات مربعة، المهمشة التي يبحث منتخبوها عن مصالحهم الشخصية لا غير.
ليبقى السؤال المطروح اليوم هو من سيسأل عن فشل المجلس ورئيسه في باقي الايام؟ أم أن ميرداس سيسخر أناسا من الاخرة لإفشال إصلاح تدعونه؟
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=2147
عذراً التعليقات مغلقة