إننا على وعي بمختلف المشاكل التي يتخبط فيها الإقليم كما المدينة إن على المستوى التنموي، الاجتماعي أو حتى البيئي.. لكنه الواقع لا يرتفع…حتم علينا أن نناضل أولا من أجل المطالب “الخبزية” قبل تلك الجمالية أو التكميلية التي تأتي في مرتبة ثانية عن تلك التي يضمن بها المرء قوته و عيشا كريما له و لذويه..
فما فائدة أن تكون لنا منتزهات، طرق جيدة، فضاءات ترفيهية، مناظر جمالية و نفسية الإنسان الذي سيستغل هذه الفضاءات متعبة ..لا لشيء إلا لأنه يفكر كيف يخفف عن والديه عبء الحياة؟ يفكر كيف يسد جوعه و جوع من يعول؟ كيف ستسر عين المرء بالجميل من المناظر و عقله كما قلبه به كدر؟ كيف لأمعاء تتضور جوعا أن ينعم صاحبها بصفاء الجو و جمالية ما يحيط به؟
لذلك فكرنا في الوسيلة القانونية التي تمكننا من إيصال صوتنا للمنتخبين و نمارس سلطة الاقتراح وفق ما هو متاح في التشريع..و ذلك بعد سلسلة من النضالات إن الفكرية أو تلك التي تجسدت في نقل نبض الشارع للمنتخب عبر لقاءات، رسائل أو تدوينات.. و لعل مرد تأسيسنا النظري لكل بادرة نضالية على أرض الواقع لهو إيماننا العميق بأن أي حلول أو توصيات نقدمها قد تعترضها عدة عقبات ..لذلك كان أقوى سلاح للتغلب عليها لهو الإرادة السياسية المسلحة بالادراك و الوعي العلميين ..فدونهما سهل و هو الاستيلاب.
فما نحن عليه اليوم ما هو الا تحصيل لما راكمناه من تأخير سياسي ، اقتصادي ، اجتماعي و ما طبعنا معه من تأخر في الجهود إن على المستوى الثقافي أو الفكري أو حتى النضالي…فقد ساهمنا بشكل مباشر أو غيره في ما يعاني منه هذا الجيل و ما ستعانيه الاجيال القادمة..
استدراكا لكل هذا حاولنا فيما أنف من محطات و عبر تدوينات تعود لسنوااات ماضية أن نؤصل لنبع الخلل و طرح الأسئلة الصحيحة كي تكون الأجوبة و الخطوات الفعلية الناتجة عنها صائبة ..فحين نخطئ التشخيص يفشل بالتبعية أي حل مفترض..
اخترنا الاشتغال على فئة الشباب لأنه لا يمكن أن ننكر علىيه دوره الريادي في تحرر البلاد و تقدمها و انتقالها من مرحلة القبلية إلى مرحلة المأسسة و لعل التاريخ شاهد على ذلك .فلطالما سلخ شباب الوطن ربيع حياته فداء للوطن و صالحه العام.. الشباب هو محرك عجلة البلاد التنموية و هو القاعدة الاكثر اتساعا في الهرمية السكانية..لذلك لا يمكن الرهان عن اي معادلة تنموية لا يكون فيها طرفا و شريكا بل فاعلا محوريا.
نتمنى أن تنتزع هذه المبادرة مكاسب تخدم صالحه العام.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=300
عذراً التعليقات مغلقة