نظمت جمعية أولاد سعيد الشاوية ورديغة للتمية بتعاون مع جماعة أولاد سعيد مائدة مستديرة هي الاولى من نوعها بالمنطقة، حول موضوع ” التراث المادي و اللامادي لمنطقة أولاد سعيد”، وذلك صباح يومه الأحد 06 نونبر الجاري، بفضاء مقر جماعة أولاد سعيد.
وأطر أشغال هذه المائدة المستديرة كل من الأساتذة : نورالدين فردي ، المصطفى السعدوني و محمد الراجي، فيما أدارت فقراتها الأستاذة ” سميرة وثيق” وهي بالمناسبة عضو بمجلس الجمعية المنظمة، فيما تنوع الحضور بين أساتذة باحثين و مفكرين و مؤرخين وعدد من المهتمين بالمجال والطلبة الباحثين و ثلة من المسؤولين و الفاعلين الجمعويين بالمنطقة.
هذا، و انطلقت أشغال المائدة المستديرة في حدود الساعة العاشرة و النصف صباحا، بكلمة لكل من رئيس الجمعية المنظمة ورئيس المجلس الجماعي اللذان رحبا بالحضور و أجمعا على أهمية هذه اللقاءات، قبل أن يستهل الأستاذ “نورالدين فردي” مداخلته ضمن هذه المائدة و التي كانت تحت عنوان ” التحولات العامة لمنطقة أولاد سعيد في التاريخ الحديث و المعاصر” عرج من خلالها على جزء كبير من تاريخ المنطقة و رموزها في عرض زاخم بالمعلومات والمعطيات التاريخية خاصة تلك التي تهم قبيلة أولاد سعيد .
من جهته، حاول الأستاذ “المصطفى السعدوني” عبر مداخلته التي همت ” التراث اللامادي للمنطقة بين التكريس و التهميش” أن يكشف عن مجموعة من المكونات الثقافية بالمنطقة التي باتت تتطلب حمايتها و تجميعها عبر التوثيق و التدوين، ما سيمكن المنطقة من احتواء إرث كبير يتعرض للتهميش حد تعبيره.
أما الأستاذ ” محمد الراجي ” فقد ركز في مداخلته ضمن فعاليات هذه المائدة المستديرة على التراث المادي و اللامادي للمنطقة و علاقته بالتنمية، أو بصيغة أخرى حاول أن يربط بين ضرورة التوجه نحو الفكر المقاولاتي في النهوض بهذا التراث و تثمينه.
وكان أهم ما ميز اللقاء، النقاش المفتوح بشأن الموضوع من خلال مداخلات الحضور المتميز التي أغنت الحوار و فتحت الباب أمام طرح مجموعة من التساءلات حول أهمية هذا الموضوع و مدى غنى المنطقة ثقافيا مقابل غياب تسويق فعلي لما تزخر به من روافد و مؤهلات ثقافية على أكثر من صعيد.
و أجمع المتدخلون و معهم الحضور على غياب دراسة وافية للتاريخ المحلي بالمنطقة وكذلك بعض المصادر العلمية المكتوبة ،ما يحتم في نظر المهتمين بتراث المنطقة من الأساتذة و الباحثين و معهم فعاليات المجتمع المدني الاهتمام بالتراث المادي و اللامادي للمنطقة و توثيقه و ابرازه عبر مختلف القنوات الممكنة ، لما يحمله من قيمة، كما أجمع بعض المتدخلين من الأساتذة المهتمين على ضرورة إنشاء مراكز بحثية على مستوى الجامعة (جامعة الحسن الاول بسطات مثلا) للنظر في الموضوع و تناوله بشكل علمي.
وانطلاقا مما باتت تلعبه بعض التظاهرات الفنية و الثقافية من قبيل المهرجانات في التعريف بالتراث المحلي للمنطقة، ركزت عدد من المداخلات على تنظيم مهرجان للقبائل لتقديم تراثها المحلي و توظيفه في تنمية المنطقة و تطويرها و خلق فرص للشغل عبر اقتحام برامج الدولة كالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبعض البرامج الأخرى ، نظبر ما ذهب إليه الأستاذ “محمد الراجي المغاري” ، الذي أكد بالمناسبة على الحاجة الملحة لتثقيف المجتمع قصد ضمان الوعي بالربط بين ما هو تراثي و ما هو تنموي.
وللرقي بالتراث المحلي لمنطقة أولاد سعيد، الوافر ، دعا عدد من المتدخلين في هذا اللقاء /العرس لثقافي إلى ضرورة انفتاح الاعلام و المجال الفني بمختلف أشكاله على التراث المادي و اللامادي للمنطقة للترويج له محليااولا، قبل دفعه نحو العالمية ثانيا، دون نسيان أهمية إنشاء مكتبة محلية خاصة بهذا الموروث الثقافي أو متحف يحوي مكونات المنطقة الثقافية كنوع من رد الاعتبار لها و لرموزها المتعددة.
ومن بين مخرجات/ توصيات هذه المائدة المستديرة جرى التأكيد على ضرورة تشجيع شباب المنطقة على الانخراط في مناقشة موضوع التراث المادي و اللامادي، لضمان الاستمرارية و بالتالي حمل مشعل التعريف بهذا الموروث المحلي و المحافظة عليه.
ولإلمام اكبر بموضوع التراث المادي و اللامادي الذي استقطب مناقشة موضوعه عددا من الأساتذة و المهتمين، دعا المتدخلون الجهة المنظمة (جمعية اولاد سعيد الشاوية ورديغة للتنمية) إلى الاشتغال على التراث بشقيه المادي و اللامادي ، عبر تخصيص لقاءات مماثلة تفصل في الموضوع اكثر و تتناوله في جزئياته المحلية.
وفي إحاطة منها بمدى اهتمام الجمعية بهذا النوع من اللقاءات التي تبتغي من وراءها تنمية المنطقة ، أشارت الاستاذة عائشة بوريان مقررة هذا اللقاء و عضو مكتب “جمعية اولاد سعيد الشاوية ورديغة للتنمية” إلى ظروف إخراج المائدة المستديرة المذكورة، وكيف تولدت الفكرة و اختمرت انطلاقا من أول لقاء دراسي للجمعية و الذي تناول موضوع ” المجتمع المدني و التنمية القروية”، مضيفة أنه من رحم هذه المائدة المستديرة الغنية بالأحداث ستعمل الجمعية على تبني يوم دراسي في المواسم الجمعوية المقبلة، حول واحد من أعلام المنطقة ممن لم يمنحوا الاهتمام اللازم إسوة بعدة شخصيات، ويتعلق الامر بالمجاهد ” محمد بن الطيب البوعزاوي”و رفيقه الشهيد ” محمد بن بوشعيب” المنحدر من قبيلة اولاد احميتي، وذلك بتنسيق مع المجلس الجماعي المحلي .
بقيت الإشارة إلى أن لقاء يومه الاحد 6 نونبر 2022، بالإضافة إلى الحضور المتنوع و المميز الذي أتت مائدة ” التراث المادي و اللامادي لمنطقة اولاد سعيد” ، خلف ردود أفعال مشجعة ذهبت جلها إلى التأكيد على أهمية الاهتمام بالتراث المحلي لمنطقة اولاد سعيد و العمل على توثيقه .
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=7015