اذا كنت يا رئيس الحكومة تتباهى بشعبية حزبك و نتائج الانتخابات الأخيرة ، فهذا لا يعني أنك وصلت—- و قطعت الواد و نشفوا رجليك — و يجب عليك ألا تكذب علينا و لا تكذب على نفسك ، وتتوهم أن المخزن عاد الى جادة الصواب فعلا و هداه الله الى طريق الديموقراطية .
لأنك يا رئيس الحكومة تعلم و اخوانك يعلمون و نحن نعلمون بأن المخزن هو من أراد أن تحصل على المرتبة الأولى ، فكما فعل معك يا رئيس الحكومة ، فبإمكانه أن يفعل الشيئ نفسه مع غيرك ، مادامت كل الأمور على حالها ، و مادامت أم الوزارات هي التي تتحكم في كل عملية انتخابية أو سياسية في البلاد .
فلم و لن تكون لا أول و لا آخر شخصية سيتم توظيفها لأداء مهمة محددة الزمان و المكان قبل رميها في الثلاجة ريثما يحين دور أخر أو فرصة أخرى للظهور مادامت نفس العقلية .
بالأمس الذي ليس ببعيد كان هناك رجل اسمه عبد الله ابراهيم ، أما الأمس القريب فكان هناك رجل اسمه عبد الرحمان اليوسفي بالطبع لا أحتاج أن أذكرك بقيمة الرجل ، و ها أنت ترى كيف تم الاستغناء عن الرجل بمجرد انتهاء دوره و مهمته دون أن يقال له حتى شكرا على التعاون .
فاذا كنت تتبجج بشعبيتك و بشرعية صناديق الاقتراع التي أوصلتك الى منصبك فاطمئن فأجهزة المخزن ستقوم بالواجب حينما ينتهي دورك ، و ربما يأتي دور الياس العماري أو مصطفى الباكوري و لما لا ادريس لشكر ……
فاذا لم تستطيع أن تقول الحقيقة للشعب المغربي فلا تصفق للباطل ، بالأمس كانت شعاراتك هي محاربة الفساد و المفسدين و قطع الطريق عن كل من ينهب خيرات البلاد ، اليوم تقول أن الفساد هو من يحاربك ، بالأمس كنت تقول ستعمل على اخراج ضريبة عن الثروة ، اليوم تقول عفا الله عما سلف فأين الشجاعة، بالأمس كنت تريد اصلاح التعليم و الصحة ……….. اليوم تعنف الأطباء و تعنف الأساتذة و هم من درس الوزراء و البرلمانيين و الشرطة و الولاة …. بالأمس كنت تخرج الى الشارع للتظاهر بدون رخصة و اليوم تطالب المتظاهرين بالرخص و تقول أنهم يخالفوا النظام العام و أنت دائما — ما في راسك والو –… بالأمس كنت تطالب بالحوار و اليوم تأخد قراراتك بانفراد و تقرر في مصير العباد ..
اذا لم تستطع أن تتعاون مع من وضعوا فيك تقثهم و أمالهم و أحلامهم ، فلا تضرهم و تجعل من تلك الأحلام كابوسا يقض مضجعهم و يجعلهم يتمنون أن يحكمهم ألف مخزني و مخزني ….فلا تمارس خبثك السياسي على المواطن الفقير و البسيط و المغلوب على أمره ، باسم الاصلاح ، فالمغاربة لا يريدون منك غير الكرامة و العدالة ، فان لم تستطع أن توفر لهم التطبيب و توفر لأبنائهم الشغل فاستقل و اترك المكان لغيرك و تحلى بالجرأة و قل فشلت .
فلا مشكلة معك فمهما يكون فأنت تعتبر — أحسن السيئين على الساحة السياسية — الا أنه مواقفك، و سياستك ،و سلوكك ،و أسلوبك ،و خرجاتك الاعلامية ، و الاستهانة و الاستخفاف ، بالوقفات و المظاهرات و مطالب المغاربة التي تقام لسبب أو أخر هي من يجب أن تتغير و بسرعة .
السيد رئيس الحكومة الشجاعة الحقيقية يجب أن تنعكس في محاربة الفساد و المفسدين و ليس محاربة الطبقة المسحوقة .
السيد رئيس الحكومة أنت تعرف أن المغرب اليوم يواجه مجموعة من المخاطر كالبطالة و التغيير المناخي، و التهديدات الارهابية ، و الهجرة السرية ، و الوضعية السياسية لدول الجوار ، فهذه المخاطر تهدد استقرارنا و الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي ، فماذا حضرت لاستقبال هذه المخاطر .
السيد رئيس الحكومة كفى من الشعبيوية– الخاوية — و الحلقة— فالشعب المغربي لا يريد من يستهزئ به ، فهو يريد شخصا يخرجه من الظلمات و من الأزمات .
الشعب المغربي تقهر.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=942
عذراً التعليقات مغلقة