الكرة المغربية و الوطنية ، لأنها إجراءات أمنية بدرجة أولى ، خاصة اذا ما عرفنا أن مهندسي هذه التدابير و هذه الترسانة من القوانين هم أمنيون ، و يضعون نظارات سوداء لا ترى في الجماهير التي تهتم بكرة القدم الا ذلك البعبع الذي يخيف الجميع و يتهدد سلامة الجميع .
فالجمهور أو الألتراس لا يختلف إثنان في كونهم نقطة الضوء الوحيدة في سماء الكرة المغربية القاتمة و التي توالت عليها الخيبات و الأزمات .
هذه الإجراءات هي اجراءات قديمة و اتبثث فشلها ، كمنع القاصرين من ولوج الملاعب مثلا ، و كذلك الإجراء الجديد المتمثل في حضور ممثلي النيابة العامة خلال الاجتماعات التحضيرية للمباريات و أثناء التظاهرات الرياضية و هذا يعني أنها مهام جديدة لهؤلاء و محكوم عليها اصلا بالفشل .
أما الاجراء المتعلق بمنع التنقل الجماعي للجماهير أعتقد أنه إجراء محتشم لأن المشرع ربطه ب إذا لم يشكل تهديدا للأمن العام .
في ظل كل هذا أظن أن مثل هذه الإجراءات هي اجراءات مهمة و الحديث عن هذه الظاهرة هو في حد ذاته مهم ، لأن الشغب يشوه صورة الشعب و البلاد .
لكن لا يجب أن ننسى الجماهير هي النكهة في ظل تردي الرياضة المغربية بصفة عامة و كرة القدم بصفة خاصة ، و في ظل هذا المجال الوحيد الذي يتفوق فيه المغرب ، أدعو الجميع أن يعيدوا النظر في وسائل الحد من هذه الظاهرة ، و التغلغل في العمق لإيجاد الحلول ، لان الفهم البسيط و المعالجة الفعالة لهذه الظاهرة يجب ان يتم في السياق السليم للعدوانية الطافحة داخل المجتمع المغربي المرتبطة بالمشاكل اليومية للشباب و الذي تدفعه لممارسة العنف اللفظي و الجسدي كآلية دفاعية من أجل خلق توازن نفسي مفقود في ظل إحباطات و مشاكل تصادفه كل حين و كل وقت لأسباب بسيطة جدا منها أن الدولة المغربية لم توفر له من الفرص و المجالات سوى كرة القدم من اجل التنفيس عليه .
لهذا على كل الفاعلين و المهتمين و المتداخلين في اللعبة أن يعملوا على تشخيص الظاهرة تشخيصا علميا دقيقا للأسباب الحقيقية لا الحرص على استثمار الجوانب النفعية منها ، و الذي يحرص المخزن على البحث عنها بكل الطرق من اجل استثمارها وفق منظوره الخاص الذي يعتقد واهما بجدواه و نفعيته و ايجابياته ، بيد أنه في الواقع يوفر له ظرفية ليس الا .
و لا يمكن ان نخطوا إلى الأمام بالمغرب و نحن نفكر في تخصيص ميزانيات ضخمة من اجل بناء السجون بينما نحرص كل يوم على إغلاق المدرسة العمومية و خوصصتها.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=988
عذراً التعليقات مغلقة