يبدو أن المجلس الاقليمي لسطات استسلم للواقع الجديد الذي فرضته إجراءات “تحديد السرعة” التي وضعتها وزارة الداخلية تماشيا مع تداعيات الجائحة، وهو ما تم ترسيمه بشكل رسمي خلال دورة المجلس الأخيرة.
ولم ينتبه الكثيرون لنقطة كانت ضمن جدول أعمال الدورة، مرت دون نقاش، علما أنها كانت مؤشرا على فشل مشروع طموح كانت مكونات المجلس الاقليمي تراهن عليه لإعطاء زخم قوي لمجهودات اصلاح المسالك وفك العزلة عن العالم القروي.
تم التصويت بالإجماع على حل شركة التنمية التي أنشأها المجلس، والتي كان من أهم أدوارها تشكيل ثلاث فرق للتدخل بالآليات من أجل اصلاح المسالك داخل العالم القروي بمختلف جماعات الاقليم، ورغم أن المجلس وصل مرحلة متقدمة من التحضير واقتنى فعلا الآليات، لكن عدم ضخ نصيب وزارة الداخلية في ميزانية المشروع المقدر بأكثر من مليار سنتيم، حكم عليه بالتعثر تم الاعدام بتصويت أعضاء المجلس.
الانباء القادمة من بناية المجلس الاقليمي لسطات تتحدث عن كون أعضاء المجلس لا زالوا مقتنعين بأهمية المشروع، ونقص التمويل لا يمكن أن يوقف التنفيذ لكننا لا نزال في انتظار “التخريجة” التي سيعتمدها كبار ناخبي الاقليم من أجل السير قدما في مشروع اصلاح المسالك.
ويعتبر فشل أول شركة للتنمية في ظل القانون التنظيمي الجديد لمجالس العمالات والأقاليم ضربة قوية لجهود المجلس والتي غالبا ما يرافقها الكثير من الصخب بفعل التجاذب السياسي القوي الذي يرافق كل تحركاته، لكن جزء هاما من متتبعي تدبير الشأن المحلي لا يخفون تبرمهم من التواجد القوي والمبالغ فيه للمجلس داخل مدينة سطات على حساب العالم القروي، ولا يخفي البعض عدم رضاه عن التدخل في الانارة العمومية لشوارع مدينة سطات، بحجة أن هناك مجلسا انتخبته الساكنة بالمدينة مطلوب منه حل مشكلة الانارة أو الاستقالة، لا أن يتدخل “القاسيمي” ورفاقه في تهيئة هذه الإنارة وهو بذلك بشكل غير مباشر يرفع الحرج عن مجلس جماعي رفع الراية البيضاء أمام مشاكل المدينة وأصاب مسيريه إسهال كلامي أشعل فتيل حروب داخلية بين مكوناته لا مصلحة لساكنة سطات فيها.
أضاء المجلس الاقليمي أهم3 شوارع بالمدينة، لكن ساكنة العالم القروي تعتقد بأنها أولى بأموال المشروع، وترفض أن تكون أموال المجلس الاقليمي طوق نجاة لكسل المجلس الجماعي وعجزه عن إصلاح ولو عمود كهرباء بالمدينة، والاولوية كانت وستظل دواوير ومراكز الجماعات القروية بالاقليم.
قد يحسب للمجلس الاقليمي تواجده الكثيف في مشاريع التزود بالماء الصالح للشرب والنقل المدرسي ومحاربة الهشاشة والفقر بجماعات الاقليم ودعم المنضومة الصحية من خلال اشغال التهيئة داخل المستشفى الاقليمي، لكن فشل مشروع شركة التنمية والاستمرار في التركيز على دعم تهيئة مدينة سطات ورفع الحرج عن مجلس “المناكفة السياسية” يضرب عرض الحائط أولويات المجلس في تمية العالم القروي.
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=3993