في الوقت الذي كانت تراهن فيه ساكنة البروج باقليم سطات على حكامة تدبير ترابي فيما تبقى من الولاية الانتدابية الحالية ، في انتظار تلمس الطريق لتصحيح الاختلالات وبروز نخب لتحقيق تنمية محلية مندمجة في افق استحقاقات 2021 ، انطلق بشكل مفاجئ “الميركاتو” الانتخابي على بعد ايام من موعد الحسم في الرئاسة، بحثا عن خلف للرئيس المعزول ، ليعصف بكل الاحلام و الاماني ، ويعيد الى النقاش الجدل القانوني و الاخلاقي و السياسي حول ظاهرة الترحال السياسي ، حيث ازدادت حمّى الصراع بين الأطياف السياسية المتصارعة لتتخذ أوجها وأشكالا مختلفة، بعيدا عن منظومة الانتماء الحزبي و الوفاء لضوابطه و توجهاته ، وفي ظل هذه الأجواء و الاصطفافات الهجينة برزت من جديد ظاهرة الترحال السياسي مباشرة بعد ان غير حصان البروج فارسه في هذه الاستحقاقات ، و انسحاب النائب الاول للرئيس من سباق الرئاسة و تقديم مصباح البروج لمرشح جديد كان وفيا الى وقت قريب لعراب المعارضة و متواريا الى الوراء غير آبه بالضربات المتحاملة التي تلقاها زميله الذي حملته المادة 109 من القانون التنظيمي للجماعات الى كرسي الرئاسة ، اما حزب الاستقلال الذي ظل يبسط سيطرته لمدة 18 سنة خلت على رئاسة هذه الجماعة توارى الى الخلف و ترك اتباعه و مناضليه مشدوهين تحت وقع الصدمة في غياب بدائل و تجديد نخب حزبية
فهل الضربة التي تلقاه الحزب عن طريق القضاء الاداري بعزل الرئيس السابق ، عراب المعارضة من عضوية المجلس كانت كافية ان يتخلى مناضلوا حزب علال الفاسي عن اطماعهم في الرئاسة ، لمساندة فارس حصان البروج الذي استبدل به حزب محمد ساجد مرشحه ساعات قليلة قبل وضع الترشيحات للرئاسة ؟
ام ان توافقات اخر ساعة التي عرفتها عاصمة الشاوية كانت كافية ليتراجع مرشح حزب الميزان عن تقديم تشريحه ؟
و هل فكر مسؤولو الحزب اقليميا في عواقب و تبعات هذه السلوكات بعاصمة بني مسكين و خاصة اننا على بعد اشهر من استحقاقات 2021 ؟
و السؤال المطروح هل سيتم هذه الانتقالات في هذا ” الميركاطو” بسلام ام ستتدخل الاحزاب لتقديم اعتراضاتها و اشهار الورقة الحمراء طبقا لمادة 20 من قانون الاحزاب و تطبيق مقتضيات التجريد ؟
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=2816