عاشت جماعة دار الشافعي بإقليم سطات أجواء سياسية غير مسبوقة في تاريخ التدبير السياسي للشأن المحلي بالمغرب هذه الأيام، حيث تقدم ثلاثة أعضاء باستقالات من مهامهم كأعضاء بالمجلس الجماعي لذات الجماعة ضمنوها بمبررات قد لا تصلح ذريعة للتخلي عن الثقة التي وضعتها الساكنة فيهم. غير انه ما لم تمر ساعات حتى تراجعوا عن هذا التهور السياسي بمراسلة اخرى اكثر لبس وأقبح من مراسلة الاستقالة ذاتها. ليتضح أن وراء الأكمة ما وراءها!!؟
المستقيلون هم ينتمون لاحزاب الحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية والاستقلال، قامو بوضع استقالة جماعية احتجاجا على الانفراد بالقرارات للرئيس! وفي مراسلة التراجع عن الاستقالة الموجهة كذلك لعامل اقليم سطات، اكد فيها مستشارين اثنين احدهما من حزب الحركة الشعبية والثاني من حزب التقدم والاشتراكية، ان سبب تراجعهما راجع لتدخل ذوي النوايا الحسنة ومنهم المنسق الاقليمي للحزب والبرلماني عن الحزب بدائرة سطات!!!! ليتم طرح اسئلة تنظيمية وقانونية كثيرة أهمها وأبرزها: ماهو الرابط التنظيمي بين حزب الحركة الشعبية ومستشاري احزاب اخرى، أي كيف يمكن لمنسق اقليمي لحزب معين التدخل لمستشار من حزب آخر؟ من المعلوم ان الحزب له دور دستوري في ممارسة السلطة وتأطير المواطنات والمواطنين بصفة عامة، وتخصص له الدولة دعم مالي هام للقيام بهذا الدور الاساسي، لكن كيف يمكن لحزب ان يقوم بتأطير المواطنين بجماعة دار الشافعي مثلا، وهو لم يسطع حتى تأطير منتخبيه ومن يحمل رسالته في تدبير الجماعة؟؟؟؟ سؤال عريض يطرح نفسه على تنظيماتنا الحزبية ليس بدار الشافعي فقط، ولكن في الاقليم ككل.
ورد كذلك في مراسلة التراجع عن الاستقالة ذكر برلماني حزب السنبلة في مساعيه للم الصدع، وهو مجهود ظاهره محمود وباطنه مريب… فالمتعارف عليه في اختصاصات البرلمانيين هو التشريع و مراقبة العمل الحكومي في إطار الدور الرقابي الذي يمنحه المشرع لمنتسبي المؤسسة التشريعية، و ليس التدخل في تفتيت المجالس و إجـراءات الصلح بحثا عن مآرب خاصة، حيث تضمن التراجع عبارة بعد تدخل منسق حزب … و برلماني … و أصحاب النوايا الحسنة الرامين إلى تحقيق التنمية بالجماعة ثم التراجع عن الاستقالة، فهل تنمية الجماعات اختصاص أصيل لمجالسها أم هو اختصاصي ذاتي أو منقول أو مشترك لمنسقي الأحزاب و البرلمانيين ؟؟؟
إنه العبث و قمة التدخل السافر لأهل السياسة في التشويش على عمل المجالس ، صحيح قد تكون هناك مطالب لساكنة هذه الدوائر و قد يكون هناك خلل في طريقة تصور هذه الحاجيات و طرحها للمعالجة و النقاش لكن ليس بهذه الطريقة، فالتدافع الحزبي و السياسي وارد في كل المجالس لكن هناك أحزاب غائبة و تكوين منتخبيها مغيب و منتسبيها أصبحوا لقمة سائغة في أيدي باحثين عن الريع باسم التنمية المفترى عليها .
المصدر : https://akhbarsettat.com/?p=7889